ويمكن من الناحية التاريخية تقسيم الأدب الإنكليزي إلى
أربعة عصور رئيسية من غير أن يخضع هذا التقسيم إلى أي ثوابت تجعله نهائياً أو
مطلقاً، تحمل أحياناً اسم لغة غالبة أو حاكم مشهور أو كاتب مرموق أو خاصية أدبية
معينة أو ما يوجز الخواص الرئيسية لأحد
العصور. ويمكن تقسيم هذه العصور الأربعة إلى حقب تاريخية على النحو
التالي:
1ـ العصور الوسطى (450- 1500م)
وتقسم إلى حقبتين بارزتين بحسب اللغة الغالبة في كل منهما، وهما حقبة الأدب الإنكليزي القديم (450- 1066) التي غلبت فيها اللغة الأنكلوسكسونية، وحقبة الأدب الإنكليزي الوسيط (1066- 1500) التي غلبت فيها اللغة الإنكليزية الوسيطة.
2ـ عصر النهضة (1500- 1660م)
ويمكن تقسيم هذا العصر إلى حقبة آل تيودور(1500- 1557)Tudor Age والحقبة الإليزابيتية Elizabethan، نسبة إلى الملكة إليزابيت الأولى (1558-1603) والحقبة اليعقوبية(1603-1625)Jacobean نسبة إلى الصيغة اللاتينية من اسم الملك جيمس الأول Jacobus. والحقبة الكارولينية (1625- 1649) نسبة إلى الملك شارل الأول Charles I وحقبة الكومنولث التي حكم فيها كرومويل[ر](1649- 1660)Cromwell والتي تعد نهاية عصر النهضة.
3ـ عصر الاتباعية الجديدة (1660- 1798م)
ويقسم إلى حقبة إعادة الملكية (1660-1700) والحقبة الأغسطية (1700-1745) ومرحلة التمهيد للإبداعية (الرومنسية) أو عصر جونسون (1745-1798).
4ـ العصر الحديث (من 1798 إلى الوقت الحاضر)
وينقسم هذا العصر إلى الحقبة الإبداعية (1798 ـ 1832) والعصر الفكتوري (1833-1901) والحقبة الإدوردية (1901-1914) وحقبة الحداثة (1914-1939) والحقبة المعاصرة (1939ـ ).
العصور الوسطى: تؤلف العصور الوسطى حلقة وصل بين سحر العالم القديم والنهضة الأوربية. وترجع أهمية هذه العصور في التراث الأوربي إلى انتشار المسيحية وظهور الإقطاع بين الشعوب التيوتونية Teutonic والكلتية التي قطنت شمالي أوربة وغربيها، مما أدى إلى تحول ملحوظ في قيمها الحضارية. ويتصف أدب هذا العصر بالقصص الإبداعية والمغامرات والبحث عن الروح والحب المثالي؛ تلك الموضوعات التي بدأت تطغى على سيرة الأبطال المحاربين والأساطير الموروثة من العهد القديم.
وينقسم هذا العصر في بريطانية إلى حقبتين تميزهما اللغة: حقبة الأدب الإنكليزي القديم الذي كتب باللغة الأنكلوسكسونية التي تنتمي في أصلها إلى لهجات الشعوب التيوتونية، وحقبة الأدب الإنكليزي الوسيط الذي كتب بلغة تطورت عن الأنكلوسكسونية، ودخلتها عناصر من الفرنسية الوسيطة ذات الأصل اللاتيني بعد اجتياح النورمنديين Norman لإنكلترة عام 1066. وكان النورمنديون ينتمون إلى الشعوب التيوتونية وحضارتهم فرنجية، وقد حملوا معهم هذه الحضارة المتقدمة آنئذ فأثرت تأثيراً إيجابياً في الأدب الإنكليزي. وقد خضع الأدب الإنكليزي القديم إلى تأثير حضارتين: الحضارة الوثنية التي ارتبطت بالأنكلوسكسونيين، والحضارة المسيحية التي أتى بها المبشران أيدان Aidan وأغسطين Augustine إلى منطقتي نورثمبرية Northumbria وكنت Kent نحو عام 597م. ويظهر هذا التأثير جلياً في ملحمة «بيوولف» Beowulf الشعرية التي تعد أول ملحمة وأول عمل يكتب باللغة الإنكليزية القديمة وتتألف من 3182 سطراً، ويعتقد أنها تعود إلى القرن الثامن الميلادي، إلا أن أحداثها تدور في القرن السادس في اسكندنافية، ويصور فيها الشاعر المجهول قيم الشجاعة والفروسية والخلود المتأثرة بالحضارة الوثنية والقيم الأخلاقية المسيحية أيضاً. وتدور أحداث القصة حول بيوولف البطل الذي
خلص ملك الدنمارك هرثغار Hrothgar من وحش يدعى غرندل Grendel بعد معارك دامية مع الوحش وأمه. وهذه الملحمة هي الملحمة الإنكليزية الوحيدة التي وصلت كاملة إضافة إلى بعض الأشعار البطولية والقصائد الغنائية الشعبية Lyrics باللغة الإنكليزية القديمة التي كان ينشدها شعراء أو مغنون في قصور النبلاء على أنغام موسيقى القيثارة في أثناء المآدب الفخمة. ومن أمثال هذه القصائد «نواح الزوجة» The Wife's Lament و«الجوال» The Wanderer و«البحار» The Seafarer. وقد اتصف الشعر آنذاك بالإيقاع الحر وحركة التشديد المنتظمة والأشعار غير المقفاة وغنى الصور. واشتهر في هذا المجال الشاعر كادمن Caedmon الذي عاش في القرن السابع، والشاعر كينوولف Cynewulf الذي عاش في القرن التاسع، وكتب قصائد «الخروج» Exodus و«دانييل» Daniel و«سفر التكوين» Genesis.
أما في مجال النثر فقد كُتب الكثير من الحوليات والعظات الدينية باللغة اللاتينية، ولم تبدأ الترجمة إلى اللغة الإنكليزية القديمة حتى القرن التاسع حين ترجم الملك ألفْرِد King Alfred الكثير من الأعمال إلى اللغة الإنكليزية، ولم تتطور كتابة النثر باللغة الإنكليزية حتى القرن الحادي عشر في كتابات إيلفريك Aelfric وولفستان Wulfstan اللذين اشتهرا بكتابة العظات الدينية Homilies.
ولكن الإنكليزية التي كتبت بها هذه الأعمال تختلف عن الإنكليزية الوسيطة حتى تكاد تكون لغة أخرى يصعب على قارئ اليوم فهمها. ومع انتصار النورمنديين على الأنكلوسكسون عام 1066 في معركة هيستينغز Hastings انفتح الأدب الإنكليزي على القارة الأوربية فبدأت حقبة جديدة، وصار هناك تأثير واضح في الكتابة وتنوع في استخدام اللغة، فقد بقي البلاط يستخدم الفرنسية وبقيت الكنيسة تستخدم اللاتينية وبقي الشعب يتحدث الإنكليزية فظهرت كتابات في اللاتينية والفرنسية والإنكليزية. ويعد كتاب «تاريخ ملوك بريطانية»(1135) History of the Kings of Britainالذي كتبه الكاهن جفري مونموث Geoffrey of Monmouth في أهم ما كُتب باللاتينية، وهو يصور تاريخ الملوك والأبطال على نهج أسطورة «الملك آرثر»[ر]. واعتماداً على هذا الكتاب نظم بعض الشعراء من أمثال جفري غايمار Geoffrey Gaimar وروبرت ويس Robert Wace أشعاراً بالفرنسية عن الملك آرثر، مثل قصيدة ويس «رومان دو برو»(1205) Roman de Brutالتي نقلت إلى الإنكليزية وصارت أول ما كتب بهذه اللغة عن أسطورة الملك آرثر لتظهر روح
العصر والنزعة الوطنية لتجسيد أعمال أبطال البلاد الأصليين.
تابع الموضوع من هنا
1ـ العصور الوسطى (450- 1500م)
وتقسم إلى حقبتين بارزتين بحسب اللغة الغالبة في كل منهما، وهما حقبة الأدب الإنكليزي القديم (450- 1066) التي غلبت فيها اللغة الأنكلوسكسونية، وحقبة الأدب الإنكليزي الوسيط (1066- 1500) التي غلبت فيها اللغة الإنكليزية الوسيطة.
2ـ عصر النهضة (1500- 1660م)
ويمكن تقسيم هذا العصر إلى حقبة آل تيودور(1500- 1557)Tudor Age والحقبة الإليزابيتية Elizabethan، نسبة إلى الملكة إليزابيت الأولى (1558-1603) والحقبة اليعقوبية(1603-1625)Jacobean نسبة إلى الصيغة اللاتينية من اسم الملك جيمس الأول Jacobus. والحقبة الكارولينية (1625- 1649) نسبة إلى الملك شارل الأول Charles I وحقبة الكومنولث التي حكم فيها كرومويل[ر](1649- 1660)Cromwell والتي تعد نهاية عصر النهضة.
3ـ عصر الاتباعية الجديدة (1660- 1798م)
ويقسم إلى حقبة إعادة الملكية (1660-1700) والحقبة الأغسطية (1700-1745) ومرحلة التمهيد للإبداعية (الرومنسية) أو عصر جونسون (1745-1798).
4ـ العصر الحديث (من 1798 إلى الوقت الحاضر)
وينقسم هذا العصر إلى الحقبة الإبداعية (1798 ـ 1832) والعصر الفكتوري (1833-1901) والحقبة الإدوردية (1901-1914) وحقبة الحداثة (1914-1939) والحقبة المعاصرة (1939ـ ).
العصور الوسطى: تؤلف العصور الوسطى حلقة وصل بين سحر العالم القديم والنهضة الأوربية. وترجع أهمية هذه العصور في التراث الأوربي إلى انتشار المسيحية وظهور الإقطاع بين الشعوب التيوتونية Teutonic والكلتية التي قطنت شمالي أوربة وغربيها، مما أدى إلى تحول ملحوظ في قيمها الحضارية. ويتصف أدب هذا العصر بالقصص الإبداعية والمغامرات والبحث عن الروح والحب المثالي؛ تلك الموضوعات التي بدأت تطغى على سيرة الأبطال المحاربين والأساطير الموروثة من العهد القديم.
وينقسم هذا العصر في بريطانية إلى حقبتين تميزهما اللغة: حقبة الأدب الإنكليزي القديم الذي كتب باللغة الأنكلوسكسونية التي تنتمي في أصلها إلى لهجات الشعوب التيوتونية، وحقبة الأدب الإنكليزي الوسيط الذي كتب بلغة تطورت عن الأنكلوسكسونية، ودخلتها عناصر من الفرنسية الوسيطة ذات الأصل اللاتيني بعد اجتياح النورمنديين Norman لإنكلترة عام 1066. وكان النورمنديون ينتمون إلى الشعوب التيوتونية وحضارتهم فرنجية، وقد حملوا معهم هذه الحضارة المتقدمة آنئذ فأثرت تأثيراً إيجابياً في الأدب الإنكليزي. وقد خضع الأدب الإنكليزي القديم إلى تأثير حضارتين: الحضارة الوثنية التي ارتبطت بالأنكلوسكسونيين، والحضارة المسيحية التي أتى بها المبشران أيدان Aidan وأغسطين Augustine إلى منطقتي نورثمبرية Northumbria وكنت Kent نحو عام 597م. ويظهر هذا التأثير جلياً في ملحمة «بيوولف» Beowulf الشعرية التي تعد أول ملحمة وأول عمل يكتب باللغة الإنكليزية القديمة وتتألف من 3182 سطراً، ويعتقد أنها تعود إلى القرن الثامن الميلادي، إلا أن أحداثها تدور في القرن السادس في اسكندنافية، ويصور فيها الشاعر المجهول قيم الشجاعة والفروسية والخلود المتأثرة بالحضارة الوثنية والقيم الأخلاقية المسيحية أيضاً. وتدور أحداث القصة حول بيوولف البطل الذي
خلص ملك الدنمارك هرثغار Hrothgar من وحش يدعى غرندل Grendel بعد معارك دامية مع الوحش وأمه. وهذه الملحمة هي الملحمة الإنكليزية الوحيدة التي وصلت كاملة إضافة إلى بعض الأشعار البطولية والقصائد الغنائية الشعبية Lyrics باللغة الإنكليزية القديمة التي كان ينشدها شعراء أو مغنون في قصور النبلاء على أنغام موسيقى القيثارة في أثناء المآدب الفخمة. ومن أمثال هذه القصائد «نواح الزوجة» The Wife's Lament و«الجوال» The Wanderer و«البحار» The Seafarer. وقد اتصف الشعر آنذاك بالإيقاع الحر وحركة التشديد المنتظمة والأشعار غير المقفاة وغنى الصور. واشتهر في هذا المجال الشاعر كادمن Caedmon الذي عاش في القرن السابع، والشاعر كينوولف Cynewulf الذي عاش في القرن التاسع، وكتب قصائد «الخروج» Exodus و«دانييل» Daniel و«سفر التكوين» Genesis.
أما في مجال النثر فقد كُتب الكثير من الحوليات والعظات الدينية باللغة اللاتينية، ولم تبدأ الترجمة إلى اللغة الإنكليزية القديمة حتى القرن التاسع حين ترجم الملك ألفْرِد King Alfred الكثير من الأعمال إلى اللغة الإنكليزية، ولم تتطور كتابة النثر باللغة الإنكليزية حتى القرن الحادي عشر في كتابات إيلفريك Aelfric وولفستان Wulfstan اللذين اشتهرا بكتابة العظات الدينية Homilies.
ولكن الإنكليزية التي كتبت بها هذه الأعمال تختلف عن الإنكليزية الوسيطة حتى تكاد تكون لغة أخرى يصعب على قارئ اليوم فهمها. ومع انتصار النورمنديين على الأنكلوسكسون عام 1066 في معركة هيستينغز Hastings انفتح الأدب الإنكليزي على القارة الأوربية فبدأت حقبة جديدة، وصار هناك تأثير واضح في الكتابة وتنوع في استخدام اللغة، فقد بقي البلاط يستخدم الفرنسية وبقيت الكنيسة تستخدم اللاتينية وبقي الشعب يتحدث الإنكليزية فظهرت كتابات في اللاتينية والفرنسية والإنكليزية. ويعد كتاب «تاريخ ملوك بريطانية»(1135) History of the Kings of Britainالذي كتبه الكاهن جفري مونموث Geoffrey of Monmouth في أهم ما كُتب باللاتينية، وهو يصور تاريخ الملوك والأبطال على نهج أسطورة «الملك آرثر»[ر]. واعتماداً على هذا الكتاب نظم بعض الشعراء من أمثال جفري غايمار Geoffrey Gaimar وروبرت ويس Robert Wace أشعاراً بالفرنسية عن الملك آرثر، مثل قصيدة ويس «رومان دو برو»(1205) Roman de Brutالتي نقلت إلى الإنكليزية وصارت أول ما كتب بهذه اللغة عن أسطورة الملك آرثر لتظهر روح
العصر والنزعة الوطنية لتجسيد أعمال أبطال البلاد الأصليين.
تابع الموضوع من هنا
0 comments:
Post a Comment